مسجد "الظاهر بيبرس" بميدان الظاهر في القاهرة
مسجد "الظاهر بيبرس" بميدان الظاهر في قاهرة المعز بناه السلطان "الظاهر بيبرس البندقداري" رابع السلاطين المماليك والمؤسس الفعلي لدولة المماليك البحرية في عامي 665 هجري/1267م - 667 هجري/1269م ..مسجد "الظاهر بيبرس" في القاهرة هو ثالث أكبر مسجد أثري في مصر من حيث المساحة بعد مسجد "أحمد بن طولون" ومسجد"الحاكم بأمر الله" ، ويعد من أقدم مساجد العصر المملوكي ويعتبر أيقونة العمارة المملوكية في مصر ..تم تصميم وبناء المسجد بالطابع المعماري الإسلامي مع الطابع المعماري للعمارة المملوكية ، والمسجد يشبه في تصميمه بالمسجد النبوي في المدينة المنورة من حيث الصحن المحاط به أيوانات وتعلو محرابه قبة ..مسجد "الظاهر بيبرس" يبلغ طوله 108 مترا ، ويبلغ عرضه 105 مترا ، وطول ضلع قبته 20مترا وهي أكبر قبة مقامة فوق المحراب ، والقبة مكسية بطبقة من الرصاص ..للمسجد ثلاثة بوابات محورية بارزة عن الواجهات الثلاثة ماعدا الواجهة الجنوبية الشرقية ، والمدخل الرئيسي للمسجد يقع في منتصف الواجهة الشمالية الغربية ويغطيه عقد يكتنفه تحويفات ينتهيان من أعلى بمقرنصات ..واجهات المسجد الأربعة مبنية من الحجر ، والمسجد يحاط من الخارج بسور مربع من الحجر المشذب ويبلغ إرتفاع السور المحيط بالمسجد 11 مترا ويعلوه شرفات يبلغ إرتفاعها متر ونصف ..المسجد يتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات ، والقبلة من ستة أروقة ، والإيوان الشرقي من ثلاثة أروقة ، والإيوان الغربي من ثلاثة أروقة ، والإيوان الشمالي من رواقان ..الواجهات الحجرية للمسجد تزينها زخارف حجرية نباتية وهندسية ، والمسجد يزخر بالعديد من العناصر الجصية (شبابيك جصية ، شريط قرآني ، شريط نباتي) موجودة بالواجهات الأربعة من داخل المسجد ..يوجد بالمسجد 60 عامود رخاميا و34 عمودا أسفل القبة تحمل القاعدة التي تم بناء القبة عليها ..مسجد "الظاهر بيبرس" تعرض للإهمال والتدهور وسوء الإستخدام وعدم إقامة الشعائر لفترة طويلة ، وحوله العثمانيون و"محمد علي باشا" إلى مخزن للمعدات الحربية ومصنعا للصابون وفرنا لخبز الجرايا للعسكر ..وفي أثناء الحملة الفرنسية 1798م/1801م إستولى الفرنسيين على المسجد وحولوه إلى قلعة ووضعوا المدافع فوق أسوار المسجد وإستخدموا مئذنته كبرج مراقبة القاهرة إلى أن تهدمت ..في عام 1812م نقلت أعمدة من داخله وبني بها رواق الشراقوة داخل الجامع الأزهر ..وبعد الإحتلال البريطاني لمصر عام 1882م حول الإنجليز المسجد إلى مخزن للمهمات الحربية وحولوه إلى مذبح لذبح الحيوانات التي تعد طعام للجنود بما فيها الخنازير وأصبحت المنطقة تعرف بمذبح الإنجليز أو المذبح الإنجليزي حتى جلاء الإنجليز عن مصر ..في عام 1918م إستلمت لجنة الآثار العربية المسجد وتولته هيئة الآثار بالترميم وبالتجديد الشامل لإصلاح حالته المنهارة نسبيا بعد التدهور الذي عانى منه على مدى سنوات طويلة .. تم تنفيذ مشروع أعمال ترميم وتجديد وتطوير ضخم وشامل للمسجد قامت به شركة المقاولون العرب تحت إشراف وزارة الآثار والجلس الأعلى للآثار للوصول إلى الشكل الأصلي له والحفاظ على صبغته التاريخية وطابعه المعماري ..تم البدء في تنفيذ المشروع في عام 2007م وتوقف في سبتمبر عام 2011م ، وفي عام 2018م وافق مجلس الوزراء على إستئناف العمل بالمشروع مرة أخرى وتم إستئناف المشروع في بداية عام 2019م بمتابعة وزارة الآثار وتحت إشراف جهاز القاهرة التاريخي والمنطقة الأثرية تضمنت تخفيض منسوب المياه الجوفية والإنتهاء من كافة الأعمال الإنشائية والترميم الدقيق والمعماري للمسجد وتطوير نظم الإضاءة ..خلال أعمال الترميم تم إكتشاف صهريج مياه أسفل أرضية صحن المسجد .. تم الإنتهاء من مشروع أعمال ترميم وتجديد وتطوير المسجد في عام 2023 م وتم إفتتاح مسجد "الظاهر بيبرس" رسميا في 4 يونية عام 2023 م بعد نحو 225 عاما من الإغلاق لم تقم فيها الشعائر ..مسجد "الظاهر بيبرس" يقع في ميدان الظاهر بشارع الجيش بحي الوايلي في القاهرة ..مسجد "الظاهر بيبرس" تم تسجيله تحت رقم ( 1 ) في عداد الآثار الإسلامية والقبطية من قبل المجلس الأعلى للآثار ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق