
مستشفى المواساة في الإسكندرية


جمعية المواساة الإسلامية الخيرية التي تأسست في عام 1910م في الإسكندرية إستهدفت إنشاء مستشفى أهلي في مدينة الإسكندرية يخصص قسم كبير منه لمعالجة الفقراء مجانا فقامت بالدعاية وتدبير المال اللازم له ..

"محمد فهمي عبدالمجيد بك" رئيس مجلس إدارة جمعية المواساة الإسلامية الخيرية (وهو والد الدكتور/ "أحمد عصمت عبدالمجيد" وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية) نجح في إضافة نص إلى قانون الجمعية يقضي بأن يكون من ضمن أغراضها
معالجة المرضى وتحقيقا لذلك أصدرت الجمعية العمومية لجمعية المواساة قرارا في إجتماعها المنعقد بتاريخ 1929/10/27 بإضافة هذا النص لقانون الجمعية ..

في عام 1930م تقرر إقامة عمارة المواساة بتكاليف 40 ألف جنيه مصري بهدف تنمية إيرادات الجمعية والإستعانة بإيرادها في بناء مستشفى المواساة ..

جهود "محمد فهمي عبدالمجيد بك" صادفت العديد من الصعاب والعقبات لشراء قطعة أرض في المنطقة الواقعة بين محطة الشاطبي وشارع أبوقير لبناء مستشفى المواساة وبسبب العقبات أجبرت الجمعية على شراء قطعة الأرض الخلفية في 1931/8/25م ..

"محمد فهمي عبدالمجيد بك" أصر أن يكون بناء المستشفى على أحدث النظم وأن يكون مثلا يحتذى به وتحقيقا لهذا الإصرار سافر "محمد فهمي عبدالمجيد بك" ومعه سكرتير الجمعية ومعه أحد أصدقائه الأوفياء "محمد سعيد جميعي" إلى ألمانيا للإطلاع على أحدث المستشفيات بها وهو مستشفى "مارتن لوثر" Martin Luther في برلين ليكون نموذجا لمستشفى المواساة ..

تم إستدعاء المهندس المعماري الألماني Ernest Kopp
"إرنست كوب" الذي قام بتصميم وبتشييد مستشفى"مارتن لوثر" في برلين والذي قدم إلى الإسكندرية في 1931/7/20 وعاين الأرض ووضع التصميمات الهندسية والرسومات التفصيلية الخاصة بالمستشفى ..

في 1931/11/22م بدأت الأعمال لإنشاء مستشفى المواساة إلا أنه صادفها الكثير من الصعاب المالية لتنفيذ هذا المشروع مما دفع الجمعية إلى الحصول على سلفة من بنك مصر لإستكمال إنشاء المستشفى وتم رهن عمارة المواساة التي تمتلكها الجمعية ضمانا لهذه السلفة والتي بلغت 30 ألف جنيه مصري ..

عجزت الجمعية عن الوفاء بسداد القسط الأول للسلفة في يونيو 1934م وبالرغم من محاولاتها الحصول على مهلة في السداد إلا أن البنك أصر على نزع ملكية العمارة التي تمتلكها جمعية المواساة ..

تمكنت جمعية المواساة من الخروج من هذا الموقف المتأزم وهذا المأزق بإصدار يانصيب على العمارة وكان الأول من نوعه في القطر المصري ونجح اليانصيب نجاحا كبيرا وأقبل الناس عليه وحقق للجمعية ربحا بلغ 60 ألف جنيه مصري وتمكنت الجمعية من سداد جميع الديون التي عليها لبنك مصر ..

تم إفتتاح مستشفى المواساة رسميا في 1936/11/12 تحت رعاية وحضور الملك/"فاروق الأول" وبحضور عدد من كبار رجال الدولة ، وشاهد الملك/"فاروق الأول" جميع أقسام المستشفى وأجنحته والأجهزة الحديثة المزود به ووجه الثناء لرجال جمعية المواساة والتقدير الخاص ل"محمد فهمي عبدالمجيد بك" على الجهود الجبارة التي بذلوها في إتمام مشروع مستشفى المواساة ..

كما زارت الملكة/"نازلي" والأميرات مستشفى المواساة وقدمن تبرعا له ..

تقع مستشفى المواساة في شارع "فهمي عبدالمجيد" الحضرة ، بالقرب من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية في الإسكندرية ..
تم تسجيل مستشفى المواساة برقم (619) على قائمة التراث والخاصة بالعقارات والعمارات والفيلات التراثية ذات القيمة المتميزة داخل محافظة الإسكندرية في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق