نشأة مرفق خدمة الإسعاف في الإسكندرية

نشأة مرفق خدمة الإسعاف في الإسكندرية

عربات الإسعاف بالإسكندرية في أوائل القرن ال19

أول وأقدم مرفق خدمة إسعاف في مصر وفي قارة أفريقيا وفي الشرق الأوسط أنشئ في مدينة الإسكندرية في عام 1902م في عهد حكم الخديوي/"عباس حلمي الثاني"..

أنشئ مرفق خدمة الإسعاف وجمعية الإسعاف في مدينة الإسكندرية في عام 1902م كجمعية أهلية تطوعية من أفراد الجالية الإيطالية والمصريين أهل الإسكندرية ..

يرجع الفضل في فكرة تأسيس مرفق خدمة الإسعاف في مدينة الإسكندرية للإيطالي "بيترو فازاي" Pietro Vasai أحد أفراد الجالية الإيطالية في الإسكندرية وكانت الفكرة تهدف إلى إنشاء جمعية لمواجهة الطوارئ في حالات إنتشار الأمراض والأوبئة والكوارث الطبيعية والبشرية ونقل وإسعاف المرضى في مدينة الإسكندرية ، وبدأت فكرة "بيترو فازاي" لمواجهة الطوارئ في 26 مايو عام 1901م ..

نشر الإيطالي "بيترو فازاي" Pietro Vasai في عام 1902م نداء موجه إلى الجنسيات المختلفة من أجل التعاون والتكاتف والتعاضد والدعم لإقامة هذه الجمعية وخدمة الإسعاف ، وتزامن نداء "بيترو فازاي" إصدار الإيطاليين في مدينة الإسكندرية جريدة تعبر عن مصالحهم سميت "لوبرايو" ..

وجود العديد من الجاليات الأجنبية في الإسكندرية ساعد في تأييد ودعم نداء "بيترو فازاي" وساعد في خروج الفكرة إلى النور لتتحول إلى واقع من خلال الجمعية التي إتخذت مقرها الأول للإسعاف في شارع الكنيسة الأمريكية بالإسكندرية وكانت عبارة عن مجموعة من الدكاكين ، وبدأت العناصر الأولى للمتطوعين تمارس دورها تحت إسم "الجمعية الدولية للإسعافات الصحية العاجلة" ..

في عام 1902م إنتشر وتفشى وباء الكوليرا في مدينة الإسكندرية بسبب تدفق الأجانب عليها من كل مكان ، وقد أثار ظهور وتفشي وباء الكوليرا في الإسكندرية مخاوف العديد من الأجانب المقيمين فيها بعدما حصد وباء الكوليرا أرواح آلاف المصابين في نابولي بإيطاليا عام 1884م ، وفي مرسيليا بفرنسا عام 1885م ، ونشأت جمعية الإسعاف في الإسكندرية فعلا في 3 أغسطس عام 1902م ..

عربات ومركبات الإسعاف في الإسكندرية تطورت وبدأت بالنقالة التي يحملها أفراد وفي الليل كان يمشي أمام النقالة متطوع يحمل مصباحا ، وبعد ذلك عربة نقالة تجرها الخيول ، وبعد ذلك عربة نقالة مزودة بدراجة بخارية "موتوسيكل" ، وبعد ذلك عربة نقل نقالة ، وبعد ذلك دراجات بخارية بصندوق جانبي ، وبعد ذلك سيارات نقل لخدمة الإسعاف السريع ..

لم يكن المتطوعون يرتدون زيا خاصا بهم كما هو الحال الآن وكان ما يميزهم هو القبعة فقط ..

جمعية الإسعاف كانت تتلقى التبرعات المالية لشراء مركبات وعربات الإسعاف وأيضا التبرعات بمركبات الإسعاف من بعض أفراد الجاليات الأجنبية ومن المصريين في مدينة الإسكندرية ..

الخديوي/"عباس حلمي الثاني" أهدى الإسعاف أول مركبة تعتمد على الخيول مكونة من شكل كابينة تضم سرير المريض ومقعد للمسعف وهذه المركبة محتفظة بلوحة الإهداء من الخديوي/"عباس حلمي الثاني" حتى الآن في المتحف ..

في عام 1915م وضعت جمعية الإسعاف تحت رعاية السلطان/ "حسين كامل" وتمكنت من الحصول على قطعة أرض بالميناء الشرقي من أملاك الحكومة المصرية وقامت الجمعية بعمل إكتتاب عام إستطاعت من خلاله تشييد مقر جديد على تلك الأرض وأفتتح المقر الجديد في عام 1917م ..

في عام 1927م أدت زيادة الخدمات التي تقوم بها الجمعية إلى أن أصبح مقرها يكتظ بالعيادات المجانية والعيادات الطبية الدائمة وتمكن مجلس إدارة الجمعية من الحصول قطعة أرض من أملاك الحكومة المصرية لتشييد وبناء مقر جديد مساحته 10آلاف متر مربع منطقة كوم الدكة ..

تكونت لجنة فخرية لجمع التبرعات لبناء المقر الجديد تحت رئاسة الأمير/"عمر طوسون" الرئيس الشرفي ووكالة شرف "حسين صبري باشا" محافظ الإسكندرية ومكونة من "أمين يحيى باشا" رئيسا تنفيذيا ، و"أحمد صديق بك" مدير عام بلدية الإسكندرية ، و"سعيد طليمات" مدير عام القومسيون البلدي ، ومعهم خمسة من الأجانب ، وتمكنت اللجنة في خلال شهور قليلة من الحصول على 15 ألف جنيها مصريا ..

المهندس المعماري الإيطالي العبقري المبدع "إرنستو فيروتشي بك" Ernesto Verrucci Bey مدير إدارة المباني الحكومية بوزارة الأشغال العامة ورئيس الأوقاف السلطانية وكبير مهندسي القصور الملكية قام بتصميم مبنى المقر الجديد لجمعية الإسعاف بمنطقة كوم الدكة وقام بالإشراف على بنائه وتشييده ..

تم تسجيل مبنى المقر الجديد لجمعية الإسعاف الواقع بشارع "علي حسن" ميدان "عمر طوسون" بمنطقة كوم الدكة برقم (1317) في قائمة التراث والخاصة بالعقارات والعمارات والفيلات التراثية ذات القيمة المتميزة داخل محافظة الإسكندرية في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ..

مرفق الإسعاف بدأ منذ عام 1936م يسير في إتجاه التمصير وأخذ الطابع الوطني الصميم بعد أن ظل أربعة وثلاثين عاما يغلب عليه الطابع الأجنبي ..