بيت السناري بالسيدة زينب

"بيت السناري" أحد فروع مكتبة الإسكندرية

"بيت السناري" بحارة مونج بحي السيدة زينب في القاهرة أنشأه الأمير "إبراهيم كتخدا السناري" في عام 1209هجري/1794م وأوقف مالك المنزل الأمير "إبراهيم كتخدا السناري" هذا المنزل بموجب حجة شرعية مسجلة بالمحكمة الشرعية ومحفوظة إلى الآن بأرشيف وزارة الأوقاف المصرية في 18 رمضان عام 1209هجري/1795م ..

الأمير "إبراهيم كتخدا السناري" كان من أقرب المقربين للأمير "مراد بك الكبير" وكان يلازمه في أسفاره وترحاله وأصبح نائبا للأمير "مراد بك الكبير" وأصبح واحدا من أعظم الأعيان وأصبح يمتلك إلتزاما وإيرادا ومماليك وسراري وخدما وأصبح عظيم الشأن له كلمة في القضايا والمهمات العظيمة والأمور الجسيمة ، وتوفي في 17 جمادى الآخرة عام 1216هجري/25 أكتوبر 1801م ودفن بالإسكندرية..

"بيت السناري" يمثل أحد أروع أمثلة العمائر السكنية من دور وقصور الأمراء ورجال الدولة الكبار في العصر العثماني ويعد نموذج من التراث المعماري الإنساني ويتسم بقيمته المعمارية والفنية والأثرية وهو شاهدا على أحداث تاريخية من تاريخ مصر وهي نهاية العصر العثماني ومجئ الحملة الفرنسية إلى مصر ويعتبر مركزا ثقافيا هاما ..

عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر أرتبط تاريخ "بيت السناري" بالحملة الفرنسية على مصر 1798م/1801م ومع مجئ الحملة الفرنسية تمت مصادرة "بيت السناري" من قبل الفرنسيين في عام 1798م لإسكان وإقامة أعضاء لجنة العلوم والفنون التي صاحبت بعثة "نابليون بونابرت" العسكرية لعمل دراسة منهجية للبلاد وكانت أهم نتائجها كتاب "وصف مصر" الشهير ..

وكان غالبية أعضاء لجنة العلوم والفنون من العلماء والمهندسين والمصورين والرسامين ومنهم الرسام الشهير "ميشيل ريجو" ، والرسام "دومينيك فيفانت دونون" والذين تم إستخدام رسوماتهم في كتاب "وصف مصر" ..

أنشأ "نابليون بونابرت" مجمع علمي في مصر ومقره داخل "بيت السناري" على غرار المجمع العلمي الفرنسي وكان يضم أربعة أقسام هي : قسم الرياضيات ، وقسم الطبيعة ، وقسم الإقتصاد السياسي ، وقسم الآداب والفنون الجميلة ، وكان الهدف من ذلك دراسة مصر دراسة تفصيلية لبحث كيفية إستغلالها وأصدر المجمع العلمي بعد هذه الدراسة كتاب "وصف مصر" ..

وبمغادرة الفرنسيين مصر عام 1801م توقف نشاط المعهد لانتهاء سبب وجوده ..

في عام 1916م قدم "شارل جلياردو بك" طلبا إلى أعضاء لجنة حفظ الآثار العربية يرجو فيه السماح له بإستئجار "بيت السناري" كي يقيم به متحفا بإسم "بونابرت" وتمت الموافقة على هذا الطلب وأقام المتحف في المدة من 1917م/1926م وأغلق المتحف بعد وفاته ثم أخلي في عام 1933م ..

شغل "بيت السناري" مركز الحرف الأثرية التابع لهيئة الآثار من الستينيات من القرن السابق ..

"بيت السناري" لحق به أضرار بالغة نتيجة زلزال 1992م وبدأ المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع البعثة الفرنسية القيام بأعمال ترميم المنزل في عام 1996م وتمت أعمال الترميم على عدة مراحل بدأت بمشروع لخفض المياه الجوفية إرتبط بالشبكة الرئيسية للصرف الصحي بالقاهرة ..

وتبعه إختيار حرفيين ممن لديهم خبرة للعمل في الترميم المعماري وتم ترميم قاعات المنزل والمشربيات والدواليب الحائطية وتمت هذه الأعمال بواسطة فريق عمل مصري فرنسي وقد أعادت عمليات الترميم رونق وجمال المنزل وتم إضافة مصابيح للإضاءة لجميع الغرف ..

منزل "إبراهيم كتخدا السناري" (بيت السناري) تم تسجيله تحت رقم (283) في عداد الآثار الإسلامية والقبطية من قبل المجلس الأعلى للآثار ..

"بيت السناري" نقل إليه المجمع العلمي المصري في عام 2012م بعد إحتراق مقره في الأحداث التي تلت 25 يناير 2011م ..

"بيت السناري" يقع بحارة "مونج" بحي السيدة زينب في القاهرة ، والحارة تسمى بهذا الإسم نسبة إلي عالم الرياضيات الفرنسي"جاسبار مونج" Gaspard Monge أحد علماء الحملة الفرنسية ورئيس المجمع العلمي الذين سكنوا في "بيت السناري" أثناء إحتلالهم مصر ..

وزارة الثقافة المصرية أصدرت قرارا بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بتسليم "بيت السناري" لمكتبة الإسكندرية ليصبح تابعا لها ويصبح أحد فروع مكتبة الإسكندرية ..

وقامت مكتبة الإسكندرية بتجهيز "بيت السناري" ليكون مركزا ثقافيا كبيرا ومنبرا وبيتا للعلوم والثقافة والفنون ويهدف هذا المشروع إلى إحياء المجمع العلمي المصري القديم الذي أسسه "نابليون بونابرت" في هذا البيت حيث أنجز فيه مائتي عالم فرنسي موسوعة "وصف مصر" الشهيرة وأهدى الدكتور "بطرس غالي" الأمين العام السابق للأمم المتحدة نسخة أصلية منها إلى مكتبة الإسكندرية ..

"بيت السناري" يعد مصغر من مكتبة الإسكندرية بكل فعالياتها وأنشطتها ..