مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان بشارع باب الوزير في القاهرة
مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان أنشأتهم في عام 770هجري/1368م السيدة "خوند بركة" والدة السلطان المملوكي "الأشرف شعبان بن حسين الناصر بن المنصور قلاوون" بدولة المماليك البحرية لإقامة الصلاوات الخمس وصلاة الجمعة والعيدين ولتعليم المذهب الفقهي الشافعي والمذهب الفقهي الحنفي ..مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان تحفة معمارية رائعة وأيقونة تراثية وأثرية تم تصميمهم وتشييدهم بالطابع المعماري للعمارة المملوكية ..المدرسة تتكون من أربعة إيوانات متعامدة مبنية من الحجر تحيط بصحن مكشوف ، أكبرها إيوان القبلة وهو الإيوان الجنوبي الشرقي وهو عبارة عن مساحة مستطيلة تشرف على الصحن ويتوسط صدر الإيوان محراب عبارة عن حنية نصف دائرية تتقدمها دخلة معقودة بعقد مدبب ترتكز على عمودين من الرخام ، وعلى يسار المحراب منبر ..على كل جانب من إيوان القبلة تقع غرفة ضريح مربعة الشكل مبنية من الحجر ، ويقع الضريح الصغير وهو (ضريح الرجال) على يمين الإيوان وخصص لدفن السلطان شعبان وإبنه الملك المنصور حاجي ، ويقع الضريح الكبير وهو (ضريح النساء) على يسار إيوان القبلة وخصص لدفن السيدة "خوند بركة" والدة السلطان شعبان ..ويوجد للمسجد قبتان ، القبة الكبيرة تعلو فوق غرفة الضريح الكبير (ضريح النساء) ، والقبة الصغيرة تعلو فوق غرفة الضريح الصغير (ضريح الرجال) ، والجزء الخارجي من القبتين مضلع مثل باقي القباب المملوكية ..الإيوان الشمالي الغربي هو المقابل لإيوان القبلة ويتكون من مساحة مستطيلة تشرف على الصحن ..والإيوانان الجانبيان هما الإيوان الجنوبي الغربي والإيوان الشمالي الشرقي ..المسجد له مئذنة كبيرة يتوجها عقد مدبب وبها شرفات تعلو هيكلها والمئذنة تم تصميمها وبنائها بالطابع المعماري المملوكي وهي رائعة التصميم وبها نقوش وزخارف ومقرنصات جميلة و رائعة ، والمئذنة تجاورها مباشرة القبة الكبيرة التي تعلو ضريح السيدة (خوند بركة) ..المسجد والمدرسة يطلوا على شارع باب الوزير ، والواجهة الرئيسية للمسجد والمدرسة هي الواجهة الشرقية وبها المدخل الرئيسي ويطل على شارع باب الوزير ، والمدخل الثاني يقع بالواجهة الجنوبية الغربية ..المدخل الرئيسي بالجهة الرئيسية للمسجد والمدرسة هو جدار غائر يتوجه عقد وتزينه تسعة صفوف من المقرنصات ويعتبر هذا المدخل من أجمل المداخل وأندرها تصميما ، ويؤدي المدخل إلى طرقة مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها 8 أمتار مغطاه بقبة زخرفت أركانها بمقرنصات ذهبية ..المدخل الرئيسي به باب يعتبر تحفة فنية رائعة لكونه يحوي مجموعة من الزخارف المحفورة في الحجر ويبلغ سعة الباب مترا ونصف المتر وإرتفاعه مترين ونصف المتر يعلوه عتب نقشت فيه زخارف نباتية ..المدرسة كانت فيها صالات للدروس وغرف للدارسين بالطابق العلوي ، وكانت تضم كتابا لتعليم الأطفال القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم ، وكان يوجد حوض شرب للدواب ..مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان تم تسجيلها تحت رقم (125) في عداد الآثار الإسلامية والقبطية من قبل المجلس الأعلى للآثار ، وتتبع تفتيش آثار منطقة الدرب الأحمر والسيدة عائشة ..تم تنفيذ مشروع أعمال ترميم لمبنى مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان في عام 2002م وتم الإنتهاء من المشروع في عام 2007م ، وقامت بتنفيذ مشروع أعمال الترميم مؤسسة الأغاخان للثقافة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق