Zaafran palace

Zaafran palace - now residence of Ain Shams headquarters

قصر الزعفران

قصر خوشيار هانم .. هوشيار قادين إفندي

قصر الوالدة باشا

قصر الزعفران تحفة هندسية معمارية وأيقونة تراثية ودرة فنية لها طابع معماري فريد ومميز بدقة البناء وبصمة الجمال والشياكة والرونق والرقي والعراقة والإبداع والفن والفخامة والثقافة والحضارة ..

الخديوي/"إسماعيل" أنشأ هذا القصر في عام 1870م في حي العباسية على أنقاض قصر "الحصوة" الذي شيده "محمد علي باشا" والي مصر ومؤسس الدولة المصرية الحديثة ومؤسس الأسرة العلوية ..

الخديوي/"إسماعيل" بعد توليه حكم مصر في عام 1863م إشترى قصر "الحصوة" في عام 1864م والذي كان يتكون من خمس مباني وسمي القصر بالحصوة نسبة إلى منطقة الحصوة التي أصبحت فيما بعد وحاليا تسمى بالعباسية بعد أن أصدر "عباس حلمي الأول" والي مصر في عام 1851م أمرا بإلغاء إسم الحصوة الذي كان يطلق على المنطقة وتعمير المنطقة ليصبح إسمها "العباسية" نسبة إليه ..

أعاد الخديوي/"إسماعيل" بناء القصر ليكون قصرا مكونا من مبنى واحد على هيئته الحالية ، وكلف المهندس المعماري المصري/"مغربي بك سعيد" الذي كان ممن خصهم وإختارهم الخديوي/"إسماعيل" لدراسة الهندسة المعمارية في فرنسا ، كلفه بتصميم القصر والإشراف على بنائه وعلى أن يكون مشابها ومماثلا لقصر فرساي في فرنسا والذي قضى فيه الخديوي/"إسماعيل" فترة تعليمة في العاصمة الفرنسية باريس ، وأمر بإنشاء حديقة حول القصر بلغت مساحتها 100فدان وزرعت بالكامل بنبات الزعفران ذو الرائحة الطيبة الذكية ..

تم تصميم وبناء القصر بالطابع المعماري الأوروبي والطابع المعماري القوطي والطابع المعماري الباروك ، وطلب الخديوي/"إسماعيل" نقش الأحرف الأولى من إسمه وشكل تاجه الخاص على بوابة القصر الحديدية ومداخل القاعات والغرف ..

أهدى الخديوي/"إسماعيل" القصر لوالدته "خوشيار هانم" وقدمه هبة لها بموجب الأمر العالي الذي أصدره إلى ناظر المالية في يوم 4 يناير 1871م ، والتي إصيبت بمرض عضال لتقيم به للإستشفاء نظرا لنقاء الجو في المنطقة التي يوجد بها القصر عندما نصحها الأطباء بالهواء النقي ، "خوشيار هانم" هي الزوجة الثانية للقائد "إبراهيم باشا" نجل "محمد علي باشا" والي مصر ، ولقبت بالوالدة باشا ..

المدخل الرئيسي للقصر يتقدم الواجهة الرئيسية للقصر يعلوه شرفة كبيرة ، ويمكن الصعود إلى مدخل القصر إما عن طريق الترجل ، أو داخل عربة حيث توجد ممرات منحدرة على جانبي المدخل خصصت لصعود العربات عليها ..

واجهات القصر الأربعة تتميز بعناصر معمارية وزخرفية جميلة تتمثل في النوافذ والشرفات المعقودة والأعمدة والأشكال الكروية التي تعلوها التيجان الملكية ، والقصر له خمسة مداخل ، إثنان رئيسيان هما المدخل الشمالي والمدخل الجنوبي ، وإثنان فرعيان أحدهما بالركن الشمالي الغربي ، والثاني بالركن الجنوبي الشرقي ، بالإضافة إلى مدخل في الواجهة الشرقية يؤدي إلى البدروم ..

القصر مكون من طابقين رئيسيين :

⚘الطابق الأول : مخصص للإستقبال وتقع القاعة الرئيسية على يسار المدخل وبجوارها قاعتين أصغر حجما ، وتوجد صالة الطعام على يمين المدخل وتتسع ل50 شخصا .. ويضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة ذات الطابع اليوناني والروماني من الرخام الأخضر والأصفر ، والتي تتميز بتيجان مذهبة ، وباب مدخل القصر مصنوع من الزجاج المعشق ويعتبر تحفة فنية رائعة الجمال بألوانه وما يضمه من أشكال لزهور وشجرة كبيرة مثمرة ..

⚘الطابق الثاني : يضم 8 غرف نوم ملحق بكل منها صالون للإستقبال وحمام تركي كبير مصنوع من الرخام ومزود بقطع من الزجاج الملون ، وتزين جدران الحجرات أشكال الورد والزهور الملونة ، ويتميز السقف بإرتفاع يبلغ 6 أمتار وهذا الإرتفاع يساعد على تلطيف حرارة الجو خاصة في فصل الصيف والهواء المنعش ، أسقف حجرات الطابق الثاني ملونة بلون زرقة السماء ، ونفذها المهندس المعماري على هذا النحو لإن الخديوي/"إسماعيل" كان يحب أن ينظر إلى السماء وهو مستلقي على ظهره قبل النوم ..

ومن التحف المعمارية التي يتميز بها القصر سلم البهو الرئيسي المصنوع من النحاس والمغطى بطبقة ذهبية ويعتبر السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس ، وهو سلم بطرفين يصل بين طابقي القصر الرئيسيين وسقفه النهائي عبارة عن زجاج بلوري بألوان زاهية ومعشق بالرصاص مما يعكس ألوان السماء على السلم أثناء النهار ..

ويوجد بالقصر قبو خصص لخدمات القصر من مطابخ ومغاسل ومخازن ، وطابق خصص لإقامة الحاشية والخدم ..

بعد هزيمة "أحمد عرابي" في معركة التل الكبير عام 1882م ودخول الإنجليز مصر ووصول طلائع الجيش الإنجليزي إلى القاهرة طلب الخديوي/"توفيق" من جدته "خوشيار هانم" إخلاء القصر لإقامة الضباط الإنجليز والذين أقاموا فيه لمدة 5 سنوات وإستخدموه أسوء إستخدام خلال فترة إقامتهم فيه ، وتركوا القصر في أواخر شهر سبتمبر عام 1887م والقصر في حالة سيئة جدا ..

قرر السلطان/"فؤاد الأول" بعد توليه حكم مصر في عام 1917م إجراء تجديد وترميم كامل للقصر وتأثيثه بأثاث فاخر حتى يصبح دار رسمية للضيافة ينزل بها ضيوف مصر من الملوك والأمراء ..

كلف السلطان/"فؤاد الأول" المهندس المعماري الإيطالي العبقري المبدع Antonio Lasciac Bey "أنطونيو لاشياك بك" كبير مهندسي القصور الخديوية وعضو لجنة حفظ آثار الفنون العربية والذي قام بإجراء تجديد وترميما كاملا للقصر وأعاد القصر إلى أبهى صوره وأجمل حال ..

في عام 1936م شهد القصر توقيع معاهدة عام 1936م بين مصر وبريطانيا والتي وقعها زعيم الأمة المصرية ورئيس حزب الوفد المصري دولة رئيس الوزراء "مصطفى النحاس باشا" والمندوب السامي البريطاني "مايلز لا ميسون" ، والتي تم توقيعها بعد ذلك بشكل نهائي في العاصمة البريطانية لندن بين "مصطفى النحاس باشا" والسير "أنتوني إيدن" وزير الخارجية البريطاني في 26 أغسطس 1936م ..

في أوائل عام 1952م تم تخصيص قصر الزعفران ليكون مقرا لجامعة "إبراهيم باشا" والتي أصبحت فيما بعد وحاليا تسمى جامعة "عين شمس" ..

في 29 ديسمبر عام 1985م تم تسجيل قصر الزعفران ضمن الآثار الإسلامية بإعتباره أثرا تاريخيا شهد وقائع تاريخ مصر الحديث والمعاصر ..

في عام 1994م إهتمت جامعة عين شمس بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية وتمت عملية الترميم والصيانة مع مراعاة إحتفاظ القصر بشخصيته المعمارية والأثرية والفنية ..

القصر حاليا مقر الإدارة الرئيسي لجامعة عين شمس ولا يزال يحتفظ برونقه وبطابعه المعماري الفريد المميز