. قلاوون وســنــيــنــة
----------------------------------------------------------------------
سيف الديـن قلاوون ¹ بن عبـد الله ² التــركــي ³
الألفــي ⁴ الـعــلائــي ⁵ الصــالحــي النــجـمــي ⁶
خــادم الحــرمــيــن الشــريـفــيــن ⁷
ملك البرين والبحرين ⁸ وسيد ملوك العرب والعجم ⁹
وصـاحـب القـبلتـيـن ¹⁰ قسـيـم أمـيـر المـؤمـنـيـن ¹¹
------------------------------------------------------------------------
1 _ قلاوون : كلمة تركية تعني " البط " ولذلك أنتشر رسوم البط في الزخارف في عهد دولته ودولة ابناءة وأحفاده .
2 _ ابن عبد الله : تشير إلي أنه مجهول الأب كعادة أغلب المماليك حيث أن أغلب مماليك البحرية هُجّروا من أوطانهم بعد غزو التتار لبلادهم.
3_ التركي : نسبة الي جنسة من اتراك القفجاق جنوب روسيا.
4 _ الألفي : لكون الأمير علاء الدين أشتراه بألف دينار لأمتلاكه مواصفات ومميزات لا تتوفر عند غيره .
5 _ العلائي : نسبة الى الأمير علاء الدين الذي اشتراه .
6 _ الصالحي النجمي : نسبة للملك الصالح نجم الدين أيوب الذي انتقل إليه بعد وفاة علاء الدين فأصبح من مماليكه .
7 _ خادم الحرمين الشريفين : كان صلاح الدين الايوبي أول من تلقب بهذا اللقب ثم ورثه سلاطين المماليك ويعتبر اللقب الذي يزين الشريط الكتابي بواجهه مجموعه قلاوون اقدم وجود لهذا النص علي الأثار الأسلامية .
8 _ ملك البرين والبحرين : لأتساع بقعة ارض دولتهم حتي شملت مصر وبلاد الحجاز والشام وسيطرتهم على البحرين المتوسط والأحمر .
9 _ سيد ملوك العرب والعجم : بعد غزو التتار لبلاد المسلمين والقضاء علي خليفتهم أعاد المماليك للمسلمين عزتهم بأنتصارهم علي المغول في عين جالوت ثم اكملوها بأحتضانهم خليفة المسلمين فظل أهل الإسلام في كافة بقاع الأرض عربهم وعجمهم ينظرون إلي سلطان مصر علي أنه حامي حمى المسلمين و ملجأهم وقبلتهم .
10 _ صاحب القبلتين : ظل هذا اللقب ملاصقاً لسلاطين المماليك منذ عهد السلطان بيبرس وحتي الأشرف قنصوه الغوري لكون القبلتين الشريفتين المسجد الحرام والمسجد الاقصي في حمي دولتهم .
11 _ قسيم امير المؤمنين : لمشاركته حكم بلاد المسلمين مع الخليفة العباسي .
-----------------------------------------------------------------
فلمـا تمكَّـــنَ " المعـــز عــز الــديــن أيـبــك " مـن الأمـيــر
" فــارس الـديـن أقـطــاي " وقــتله ، ألقــى بـرأســه بيــن يـدي ممــاليــك الصــالحيــة عـنــد مـدخـل قلعــة الـجبـــل ، فـهـرب " بـيـبـرس " و " قــلاوون " و " سـنـقـر " وسبعمائة آخــرون مــن أصحــاب " أقـطــاي " عـبــر بـاب الـقـراطـيـن مــن بـعــد ما حـرقـــوه ففتـح بـعـــد اغــلاقـــه .
فـلمــا اسـتـقــر بـهــم الـحــال عـنــد " حــلــب " اسـتـقبـلهـم " الناصـر يـوسـف " فـرحـب بـهــم و أكــرم وفـادتـهــم ، وأما في القاهــرة فـلــم يـزل" الـمـعـز عـز الـديـن أيـبـك " يـنـادى في الأسـواق يـطلبـهـم ويـطلــب مـمتـلـكـاتـهــم حتـى أخـذ مـن أمـوالـهــم مــا مـلأ بـه عـيـنـيـه .
ثـم دارت الأيـام وتــبــدلــت الأحــوال مـن حـال إلـى حــال ، وصــار أيـبــك تـحــت الـتــراب فـخـلـفــة أبـنــه الـمنـصــور " عـلــي " ولـكـن سـرعــان مـا زلـزلـت الأرض مـن تـحــت قـدمـيــة فـلــم تـثـبــت حـتـى أنـقـض عـليـهــا :
" الـمـظـفــر قـطــز " فأستحكمت في يديه و أمتلك زمـامــها .
وفـي حـلــب جــاء الـرســول يـبـشــر الأصـحـاب بأن القاهرة قـد أستـجـمـعــت قــواهــا وتـجـهــزت لـمحــاربة الـتـتــار ، فـعــزم بـيـبـرس وقــلاوون و أصـحــابـة عـلـى شـد الـرحـال إلــى مـصــر للإنـضـمــام لـجـيـش الـمـسـلـمـيــن ،
فـبـشــر الـتـتـار
بـأن سـاحــة الـمـعـركـة
قـد تـزينـت لإستقبال الابطال .
------------------------------------------------------------------------
فـلـمــا ألتـقــى الـجـمـعـان وأعـز الله جـيـش المـسـلمـيـن بقـيادة " قـطــز "و" بـيـبـرس "و" قــلاوون " وأصحـابـهــم ونـصـرهـم علــى الـتـتـار نـصـراً عـزيـزاً ،
صــال قــلاوون وصـحـبــة فـي سـهــل " عـيــن جــالــوت " يـقـطـعـون دابـر الـذيـن كـفــروا ويـستـأصلـون شـأفـتـهــم حـتـى أتـم الله لـهـم الـنـصــر .
وفـي الـطـريـق إلـى الـقـاهـرة ،أثـنــاء عـودة الجيـش مظفـراً بـأحـدى الحـسـنـييـن حـدثـت الـوحـشـة بـيـن الملك المظفر وركـن الديـن حـيـنـمـا تـذكــر بـيـبـرس جــزء مـن الـدَيـْـن الـقـديم الــذي لــه عـنـد قـطــز فأسـترده مـنـه وقـتلـه .
عـاد بـيـبـرس إلــى الــقــاهـرة بـوجــه غـيـر الـذي خـرج بـه ، بالأمـس كـان تـابعـاً والـيـوم صـار مـتـبـوعـاً وتـبـدل بــه الـحــال مــن أمـيــر إلــى سـلـطــان .
كـل هـذا وقـلاوون يـغـتـاظ غـيـظـاً فـقـد ظـن هـو وسـنـقـر أنـهـمـا أحـق بالـمـلـك مـنـه ولـكـن قـضـى الـذي كــان .
مـرت السـنـون والظـاهـر يـسـيـطـر على الأرض طولاً وعرضاً
فـتـارةً يُذيـق الـمـغــول مـن سـيـئـات ما صــنـعــوا ، وتــارة تـدور الـدائـرة علـى الصـليـبييـن فـيـصـيبـهـم مـن بـأســه نكــالاً بـمــا فـعـلــوا .
ثـم مـرت ومـرت حـتـى تـبُوأ قــلاوون فـي دولــة الـظـاهــر أعلــى الـمـراتـب وأزدادت نـفـوذه وأرتـفـعـت مـنـزلـتـه حتى أيـقـن السـلطـان بـأن مـلـك الـبـلاد سـائـراً إليـه لا مـحـالـه ،
فـمـا كـان مـن بـيـبـرس إلا أن قـام بـضـم إبـنـة قــلاوون
إلـى عصمة إبـنـه بـركـة خـان آمـلا أن لا يـطـمـع قــلاوون في ملك زوج إبـنـتـه مـن بـعـد أن يـؤول لــه حـكــم البـلاد مـن بـعـده .
فـلمــا مات الـسـلـطـان وجـلـس مـكــانـه ابـنـه بـركـة خــان وتـلقـب بالـمـلـك الـسـعيـد حـدث مـالــم يكـن فـي الحـسبان حيـث أن البـاديء بالـصـدام كـان بـركـه خـان حـيـن انقـلـب علـى أصحاب أبيـه وحـط مـن شـأنـهـم ، فـبعثـوا إليه بكتاب
كـتـبـوا لـه فيــه : أنـك أفـسـدت الـخـواطــر وتـعـرضـت إلـى الأكـابـر فـإمـا أن تـرجـع وإمـا سـيـكـون لـنـا مـعـك شـأن آخر
لـم يـرتـدع ابـن ركـن الـديـن ولـم يـتـحـرك لـه سـاكـنـا ً ، فقام الأمـراء بـقيـادة قــلاوون بـمـحاصـرة الـقـلـعـة وقـطعـوا عنـه المـاء حتـى خـلع نـفسـة وأرتضــى أن يـسـكـن فـي الـكــرك مـنـفـى السلاطـيـن والأمـراء .
صار سلطان مصر وملك البحرين والبرين وخادم الحرمين الشريفين السلطان الملك الاعظم المنصور قلاوون الصالحي الالفي
ثم صار من أكثر السلاطين آثارا في عمل البر والخير
حتي فعل اشياء لم يسبق لاحد من الملوك فعله فقيل فيه :
تمشي الملوك علي اثار غيرهم
وانت تخلـق ما تأتـي وتـبتـدع
فيذكر له كثرة اعمال الخير وابطاله لمظالم كانت تفرض علي الناس من قبله فضلا علي انتصاراته علي الصليبيين والتتار وكسر شوكتهم حتي اكتمل النصر وقضي عليهم بفضل أبنائه الاشرف خليل والناصر محمد
ويذكر أيضا لبطل عين جالوت اهتمامه بمماليكه حتي وصل عددهم أكثر من 12000 مملوك نظم لهم حياتهم واهتم بشأنهم فكان أول من اسكنهم ابراج القلعه وصانهم فكان لا يتجرأ أحد علي سوء معاملتهم وقام بتزويجهم من جواريه وغير ملابسهم القديمه وفوق كل هذا منع شرهم عن الناس
فعظم شأنهم وكانوا حصن الاسلام ضد الأعداء والمعتدين
فرحم الله السلطان ورحم الله المماليك





























































